الثلاثاء، 21 أكتوبر 2008

حوار مع صديقى الشاب

تقابلت فى احدى المواصلات على الطريق السريع أثناء سفرى وأنا راكب السيارة مع أحد الشباب المفعمين بالصحة والحيوية وقد كان يجلس بجانبى فى السيارة ومعه صحيفة من الصحف القومية يتصفح بها ليقطع طول الطريق ووجدت عناوين براقة فى الصحيفة والتى نسمع بها هذه الأيام مثل مساكن للشباب بأسعار معقولة تقيمها الدولة وأيضا توفير كذا ألف فرصة عمل للشباب وهكذا من العناوين الجذابة ووجدت الشاب بجانبى يقرأ تلك العناوين ويبتسم وكأنه يتهكم فجذبتنى ابتسامته الى سؤاله وأنا فى غاية الحذر منه فقلت له على استحياء:
- ماالذى يضحكك ياأخى العزيز؟
فرد على وكأنه يتمنى أن يتكلم ويخرج ما فى داخله.

- أضحك على العناوين فى هذه الجريدة التى أقرأها.
فقلت له على الفور:
- وما هى تلك العناوين التى بالجريدة؟
فرد على:-فيها ما يخص الشباب وأنا أمثلهم فأنا شاب خريج كلية العلوم بتقدير جيد مرتفع وحاصل عليه من سنتين واجتهدت فى الحصول عليه وطبعا أنا دخلت كلية العلوم علشان مجموعى كان أقل من مجموع كليات القمة المهم دخلت كليتى ونسيت موضوع كليات القمة واجتهدت فيها حتى تخرجت وقد عانى أهلى الكثير فى سبيل حصولى على تلك الشهادة وبعد ذلك ماذا حدث حاولت الخروج لسوق العمل بعد اعفائى من الخدمة العسكرية فوجدت واقع مرير جدا ففى سوق العمل لايوجد الا العمل الخاص والذى يجد هذا العمل شغل كثير بدون مقابل له وعندما أتقدم لوظيفة أجد العجب فهناك وساطة فى العمل والوظائف محجوزة لفلان ابن علان وهو من المحظوظين المهم بعد جهد وجدت عمل مخالف لتخصصى وهو مصنع للملابس الجاهزة عملت به بوظيفة قد تستغرق حوالى 12 ساعة يوميا بمرتب شهرى 250 جنية واقتنعت بهذا العمل فى بداية الامر وحاولت أن أعايش الواقعلحين الوصول لوظيفة أحسن.
فقلت له:-كل ده كويس يابنى انك وجدت وظيفة فى بلد محدود يعتبر ريف بالنسبة للقاهرة والاسكندرية.
فرد على :- نعم ياعمى لقد وجدت هذا العمل ولازالت أعمل به حتى الأن ولكن هل مرتبى يكفى المطلوب منى هل هذا المرتب يكفى ايجار شقة نظام ايجار جديد هل هذا المرتب يكفى أن أتقدم لخطوبة أى فتاه طبعا مش ممكن أنا عارف أن أهلى ح يساعدونى على قدر امكاناتهم وأنا عارف انى أرهقتهم أثناء سنوات الدراسة من دروس الثانوية العامة وكتب ومصروفات الجامعة المهم ياعمى أنا شاب من شباب هذه الأيام الذين اصطدموا بواقع مرير وهل مرتبى سيكفى كل هذه المتطلبات من شبكة بكذا ألف جنيه الى شقة ايجار الى موبليا للشقة والأدهى من ذلك تكاليف الفرح من حـــجز فندق أو قاعة أو ملهى طبعا علشان نقلد فلان وعلانة.
فقلت له :- طيب وليه التكلفة دى كلها يابنى دا انت على كده حتتحمل كثير ومهما أهلك ساعدوك مش حتكفى التكـــاليف العالية ويمكن تفكر فى الموضوع ده بعد شرة خمسة عشرة سنة ويبقى شبابك ضاع.
فرد على بحدة:- انت بتحبطنى ياعمى علشان انتم اتجوزتم ببلاش وبتراب الفلوس.
فقلت له:- يابنى أنا لاأحبطك ولكنى أدردش معاك انت فعلا يابنى مظلوم وكل جيلكم مظلوم فعلا ونحن نحسدكم ان أيامــكم أحلى من أيامنا طبعا انتم جيل الروشنة وجيل الحــرية وجيل اللبس المروشن وجيل المحمــــــول والفضائيات والانترنت والكمبيوتر يعنى جيل التكنولوجيا المتطورة يابنى انك وغيرك من الشباب فى ظلم فعلا ولكن فى المقابل نجد شباب أمثالك راحوا وجروا ودوروا على الشغل ومنهم عمل مشاريع وأصبحوا رجال أعمال ولكن دول قلة منكم .
فرد على بحدة:-ازاى ياعمى أكون مثلهم وأنا لاأملك ألف جنيه فى جيبى ولازالت أشعر اننى أعيش عالة على أهلى وهل تعتقد مهما حوشت من مرتبى ؛ يعمل ايه أنا طبعا عايز ألبس وطبعا اللبس غالى جدا وعايز أعمل لــــــوك لشكلى وأغير تسريحة شعرى المهم عايز أعيش زى غيرى .
فقلت له :- يابنى هل فعلا النيو لوك فى شعرك ولبسك وشكلك هو الحياة اننى أسألك سؤال هـــــل تصلى مثل الشــــباب الصالح.

فقال لى على الفور:- ايه ياعمى الكلام ده أنا أحيانا باصلى الجمعة فقط وقلت لما ربنا يكرمنى وأكمل نصف دينى أبقى أصلى علشان الواحد يكون وصل لهدفه واستقر.

فقلت له:- خسارة يابنى أن أسمع منك هذا الكلام فالصلاة عماد الدين لقد بعدت كثير يابنى عــــــن طريق الصلاح اسـمع يابنى اننى أعرف شاب فى مثل سنك كان دائم الصلاة والعبادة فى جماعة وكان شاب ملتحى هذا الشاب كـــان يعمل فـــى وظيفة مهنية وأجاد فيها ويحمل مؤهل متوسط هذا الشاب من أصحاب صلاة الجماعة والأحاديث الدينية وعندما فكر هـذا الشاب فى الزواج ربنا أكرمة بفتاة فاضلة منقبة من حفظة القرأن الكريم مثله ماذا تتخيل كيف كان حفل زفافهم يابنى.
فرد على بشىء من الضيق:- كيف كان حفل الزفاف؟
فقلت له :- حفل الزفاف كان بأحد المساجد وأقتصر على الخطب الدينية من السادة الدعاه والأئمة مع الدعاء للعروسين وخرج العريس من المسجد الى منزل أهل العروس حيث احتفل بهم فى المنزل عرس دينى بكلمات الله ثم اصطحب زوجته فى سيارة للفسحة ثم عاد بعروسه الى منزل الزوجية والذى كان بسيط كحفل الزواج هذا العرس لم يتكلف المبالغ الخيالية التى نسمع عنها ونرى العروسان فى النوادى والصالات كأنهم يتدربن على الرقص مع الفرقة والديجى فما رأيك يابنى.
فرد على :- ده عريس ما لوش فى اللون وعريس كئيب .

فقلت له :- هذا ليس بعريس كئيب أبدا بل عريس عرف طريق الهداية والصلاح واستطاع بفضل الله ورحمته به أن يرزقه زوجة صالحة متدينة فظفر بذات الدين ففاز فى حياته الدنيوية وفاز بحياة الأخرة بهذه الزوجة يابنى أرجو أن تنهج هذا المنهاج القويم اذا أردت أن تعيش حياة سعيدة هانئة ولابد أن تعود الى دينك وطريقك القويم لتفوز بالدنيا والأخرة.

ليست هناك تعليقات: